مدينة التخلف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات للمتخلفين والمجانين منمتديات مضحكة ومرحة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مذكرات درب

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أحمدأبومسلم
متخلف طازه
متخلف طازه
أحمدأبومسلم


ذكر
عدد الرسائل : 65
العمر : 30
وين ساكن : المغازي
شو بتشتغل : طالب
شو مزاجك ما كل كتلة والله لسا : ممتاز
تاريخ التسجيل : 05/04/2008

مذكرات درب Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات درب   مذكرات درب Emptyالسبت أبريل 05, 2008 8:50 am

ارتشف القهوة كل يوم.....كأنني أول مرة اتذوق طعمها وأحاول الكتابة من جديد
أوراق كثيرة رميتها كانت بلا معنى بلا بداية بلا نهاية....................
كل من كتب كان يملك مسببا يكتب عنه ربما الوطن ربما الظلم ربما الجهل
حبيبة....... ربما حبيبة...............يبدأ النهار بها بعد كل ليل أصم
حبيبة يغني وجهها عن الأوراق البيضاء الخالية التي لا تمتلئ من وهج الافكار الخاوية..........
حبيبة قادرة على اكمال الجمل التجريدية...قادرة على نقلها من عالم سوداوي الى عالم أرجواني المعالم......فالحب قصيدة جميلة.....
تبدأ بكلمة وتنتهي بسيل من الدموع بلا حدود.................
تضرب كالسيل في اركان الدفتر فينجرف كل من يقرأها من البداية مع ذاك السيل فلا يستطيع التوقف
حتى تنتهي الكلمات.....ويرتمي في ذاك الشلال الذي يسمونه العالم الاخر.....
عالم الخيال الذي يملك في أرجاءه كل التعابير الضائعة بكل حرية مفرطة.....
هل تعلم ياحبيبي أنك السكر الذي أضعه في قهوتي في أطلالة كل صباح
فانني وبعادتي لا أحب الأمور المرة وبدونك لاتحلو قهوتي ولا يبتدأ نهاري الجديد......
فسجل على الدفتر أنت الحرف الأول في كتاباتي................................
تتكاثف الأفكار في مخيلتي عندما أذكرك...حتى أنني أنسى بعضها حين ابدأ برسمها على مذكراتي في حنايا كلماتي التي غرقت في بحر عينيك.......
فكرت مليا لما أكتب..... راودني هذا السؤال في كل بداية ابتديتها ................
من تلك الأميرة التي ستسرق من حلو أوقاتها بضع دقائق لتقرأ كتاباتي ومثلها من الدقائق لتفكر بها وتجاوب على تساؤلاتي الكثيرة........
لما اكتب....... واستمر اكتب .....واكتب........
من تراها التي ستطل من نافذتها المفتوحة لكلماتي وتنده لي......وبشغف على عتبات الدار تنتظر جديد ماكتبت....
من تراها التي ستكون السكر لقهوتي في كل يوم جديد...........
صدقيني حين أقول أنني مجرد طريق أمامك أو بالاصح مجرد ممشى يدوسه المارة ذهابا وايابا دون أن ينظر أحدهم للأرض وكأنني غير موجود....
لم يفكر أحدهم يوما:
لما أن ااسير بهذه السلاسة وماهذه المتعة التي تتملكني في قوة قدمي حين أعلم أني امر على رفاة أحدهم كان يوما مثلي......
لم يفكر أحدهم لما أنا موجود.......
فكرت مرة لو لم أكن موجودا مالذي سيحصل؟؟ ما الفرق بين وجودي وعدمه ؟
الناس تعيش على أجناسها....الفقير والغني....الرجل والمرأة....المغترب والمتمسك بجذور تقتلني وتشتت ترابط أفكاري الريفية.....
ما الفرق بين وجودي وعدمه..؟
اسئلة كثيرة غافلتني و أنا أنتعل هذا الحذاء البالي وأتفاخر ببضع ليرات رنانة في جيبي المهترأ...
نصف ثيابي قديمة ................................والنصف الأخر قديم.................
أنا الطريق ...أنا الطريق........
كم تمنيت أن أكون مفترق طرق تتجاذب الناس حولي وتفكر حين تدوس على يدي الممدودة بأي الطرق سترحل ربما ولمرة واحدة كانت لتفكر بي......
الناس بطبعها أجناس....فما الفرق ان كنت موجودا أو لا...؟...لماذا.....؟ لا أدري....لا أرى أي أسباب..!!!!
كل الناس تنظر الى السماء وتقول مازال بامكاني الطيران عاليا والأرتفاع........
سأرمي كل من سيأتي أمامي حتى أواصل الارتفاع ....-والسماء بعيدة-
أداري نفسي ببضع أشياء تنفض عن وجهي أشكال الخجل وتكذب على حقيقتي وتكسو عرّي
باشياء بالية من محض خيال خالص......................
أنا موجود لأن الناس بحاجتي فلو لم أكن أنا وكثرة من طينتي لما استمرت البشرية......
لما شعرت الناس بلذة الرفاهية وما وجدوا مثالا يتضاربونه ويرفعوا به المعنويات المنحطة...
لما ارتاحت أجساد كثيرة من ذاك الطريق لو لم أكن موجودا لكان غيري يرتمي في قبري ويلبس حذائي البالي وثيابي القديمة...............
ربّ ضارة نافعة.....سمعت كثيرا هذا المثل حتى ملّ مسمعيّ هذا القول...ماذا يقصدون به لست أدري...؟
أنا الضرر ..أم النفع .. أم كلاهما ينتعل كلا منهما الاخر...الرجل والمرأة ...الجنة والنار....
الحياة عبارة عن مزيج من الأضداد....................
لو لم أكن أنا لأحترق ما كان غيري ليكون خيرا ويطفئ لهيبي...................
لو لم أكن أنا رجلا ماكانت النساء-نصف المجتمع- لتطالب بالنصف الأخر من المجتمع....
أنا الطريق أنا الطريق........
أنا ألعوبة يتناقلها أطفال الحي القديم حتى أذا ما دنا أجلها رميت..... كما هو وضعي الأن.....
لا أحد ينظر الى الأسفل الجميع للأعلى نحو السماء.....يتبجح بمشية نرجسية ويضرب بقدميه بقوة ويكمل الطريق.................
لما أكتب لست أدري......
من تراها تلك الأميرة التي ستنتشلني همسة من ضجيج هذا الكون......
من تراها تلك الأميرة التي ستنسجني فرحا من خيوط هذه المأساة......
من تراها تلك الأميرة التي سترسمني انسانا من جديد على أوراق ناصعة البياض جديدة بين كل هذه الأوراق القديمة...لما أكتب ....ربما بدأت أفهم.....
لأن الكتابة واحة صغيرة في صحرائي...فسحة بيضاء صغيرة في سماء ممطرة....سماء تبكي دما أسود....طالما بكته على جسدي العاري....
طالما راودتني تلك الأحلام...ربما أنت ولا أحد سواك ياقهوة الصباح.....
أنت أخر أحلامي التي استطيع أن أنسجها بمحض أرادتي وبكامل حريتي وبدون قيود اصطنعها بضعة من المارة على جسدي...................
باعة جرائد كثر صرخوا على مضاربي...جرائد جديدة.......جرائد جديدة.....أحداث اليوم......
في كل يوم وفي نفس الوقت كانوا يرددون المقولة نفسها وفي كل يوم كانت دهشتي تزيد.....
لما هذه الجرائد...نفس الأخبار ونفس الأحداث التي حصلت قبل مدة....كخاتم يرمونه وفي كل مرة يرن نفس الرنة.....نفس الأخبار ونفس الأحداث....
فأنا أؤمن أن المأساة تكرر نفسها دائما... وأن الفرحة مرة واحدة لا غير........
جريدة موحدة.....لماذا..؟
ان كل فرد من المارة كان يقرأ مقالة واحدة ربما تحدثت عنه أو كانت تهمه ويرمي ما تبقى من أوراق طالما كست جسدي العاري.......
ربما في يوم من الأيام سيوزعون لكل شخص موجزا- كتلوك- ويختار مايريد فيرسلون له صفحة واحدة لا أكثر يقرأها بأيجاز دون أن يرمي بقية الأوراق......
هذه هي الحال يا أميرتي......
هذه هي الحياة نأخذ ما نحتاج ونرمي بكل الأحداث الأخرى خلفنا في ذاكرة النسيان........
وهذه هي حالي مع المارة..........ينتهي مني فلا يعود الي مجددا ويرمي علي بكل ترهات الحياة الصعبة وكأنني من خلق هذه المشقات ورتبتها في ثنايا الأيام...
أمطر شؤما وأعصف بأحداثي على سود الأوقات.....هذا أنا....فلما أكتب ....وأستمر أكتب وأكتب....
هل هناك من يسمع صرخاتي التي حملتها بفردات رنانة ربما تجذب الانتباه
من أين سيأتي ذاك الصوت الذي يقول :اسمع وبكل وضوح..................
هل تصدقين...لم أعد أريد لأحد أن يفهم أريدهم يسمعوا فقط....لأنهم سواء فهموا أم لم يفهموا سيرمون الكلمات كما أوراق الجرائد خلفهم لا تهمهم
وسيأخذون مني ما يستسيغ السمع ليس أكثر أو أقل......
سامحوني....اسرح كثيرا عندما أبوح بأسراري على العلن وأكشف جرحا عميقا حد الصميم تترادف الأفكار في صف مائل....طالما تعودته....
فالحياة مزيج من الأضداد......
أما أنت يا أميرتي فلأجلك أكتب وليس لسواك.................
كتبت كثيرا عن الظلم فسمع الكلمات وجائني مسرعا ورافقني مدة طويلة بل أبدية..........
كتبت عن الفقر فأصبح أعز أصحابي وأضحيت أقرب الناس الى قلبه.............
كتبت عن الوطن ولم تسعفني بحور الشعر ومفردات اللغة العربية في وصف مشاعري وعروبتي ووطنيتي....
منهك هذا الوطن -كان الله في عونه- لايحتاج الى مأساتي فوق مأسيه...
فهل أستغل رحابة صدره وأرمي بهمومي بين كفيه...............
سأكتفي بالكتابة عنك......ليس أكثر.....................
فأنت أول مخلوق عرفته البشرية وأخر مخلوق ستعرفه أنت البداية والنهاية والحوار.....................
أنت الأبدية........................
أنت بداية عذابي وتكريس لمأساتي...................
أنت و على غير طباع المارة تقفين لحظة ولوكانت صامتة ولكن تقفين ولست أحتاج أكثر وتتطرقين للمعاناة التي طالتي ولو كان صمتك كذبا.......
أنت أول مارة ترحمني خطاها من عذاب جديد...............
فسجل على الدفتر أنت المكتشفة الأولى لأوطاني المنسية..............................
أنت من أنهمرت دموعها على أضلعي
أتصدقين كانت دموعك أشد وطأة عليّ من تبجح المارة لم أكن أدري أن الدموع بهذه القوة..............
لم أفكر ولو للحظة ان الحزن والفرح سواء أن الحياة والموت سواء...أن العذاب واحد ولكن يتلون بكل الألوان
لم أكن أظن أن كل الألوان واحدة وأن الأضداد واحدة شقان لنفس الصفحة وأن بداية الطريق كنهايته..................
مكتوب أرتمى من بين كفيك فاستقبلته استقبال الأبطال وضممته وبدأت أفك رموزه.....
لم أكن أدري أن في قلبك طريق مثلي يتهافت العشاق للمرور فيه ويتقاتلون من سيرمي بثقل قدميه المتحجرة على أطرافه أولا..........
كنت قد تعودت العذاب ولكن الوقع هذه المرة كان على غير كل المرات كان أشد وأقوى وأكثر عمقا في القلب..........
أنت مثلي تائهة في طول المسافات وتبعثر الأفكار..................................
تعصف الريح في زواياه وتجلي الأمطار أثار الأقدام لتعود من جديد مع قهوة الصباح.............
ثم ترحلين....وأنتظر و استقرأ الوجوه المبهمة التي ترسم ألف عقدة على الجبين ............
كنت مرتاحا بحالي فلما عودتني لذة اللقاء لذة الموعد الغامض وطول الأنتظار
أه منك منذ عرفتك ألف وتد في نعشي ومائة جسر طوق جسدي ومائة سرداب تغلغلت بين أضلعي
لم تعد الجسارة من شيمي وصار البرد يقتلني...أصبحت صرخة لاأكثر........................
تعودت هواك كنسمة تداري حر الصيف..وترحل بعيدا...وتطول المدة.......تطول............
وتعود الخطى أشد سخطا وأكثر عنفوانية على رفاتي المرمية في ذاك الحي القديم............
اسأل عنك كل الأبواب...كل الأرصفة....كل حجر مرمي في أركاني.........
بعد طول انتظار تعود أوراق الجرائد ترتمي قربي.........علمت أنها قادمة من بعيد..... وتعود.....
بضحكة هوجاء عاتية ومشية يملئ الحقد خطاها............تتعالى الضحكات وتتابع.....
كل المارة تتسمر في أماكنها تنظر اليها بعطش قاتل...........................................
هاهي قادمة فماذا ارتدي حين اللقاء.....جرائد اليوم الجديدة ................................
لم أشعر بالحزن يضرب أعماقها بقوة كما تعودت لم أشعر بالدمعة التي حرقتني كجبل في كل يوم يودع الشمس.............
عادت من جديد .............بشيء جديد.................
كثرة من الخطى تتابع خطاها باقدام كالحديد يتعالى الضحك ويرتفع كما أحلامي نحو السماء بعيدا......
كأني لا أعرفك يا أميرتي كأن دموعك ما ارتمت بين يدي..................................
وترتمي الرسالة مرة اخرى أمام قدمي رسالة غير تلك........رسالة يملأها دفء غريب......
رسالة تحمل خواطر كخواطري وأفكار كأفكاري وكلام عذب يشبهني بشكل غريب.......انها رسالتي.......
وبدأت الأقدام المتلاحقة تدوس الرسالة وحاولت عبثا ردعهم -داسوا على جسدي أفلا يرحمون كرامتي-
دونما ارتياب دونما اهتمام.............لما كذبت عليّ كأخبار النهار....كأحاديث نسوة ماعادت الذاكرة تسعفهن فيختلقن الأحاديث كما يشتهين..........
الان عرفت مغزى الرسالة القديمة هي صرخة ثائر في وجه احتلالك هي صحوة متأخرة ....انها كذبة أول نيسان ليس أكثر........
أنت وعلى غير المارة يا أميرتي........ أرديت قلبي بجرح لا تمحوه امطار العام الجديد لايقدر أشهر رسامي الكون على رسمه بتلك الطريقة التي رسمتها على صفحات قلبي..
احتاج دافنشي سبعة أعوام لابداع الموناليزا واحتاج الشعب الامريكي مثلها لصنع تمثال الحرية
أما أنت وبرسالة واحدة ودمعة واحدة رسمتني أغرب الصور وأكثر التماثيل فنا.............
أنت وعلى غير المارة يا أميرتي........
علمتني أن ابتداء الأمور كنهايتها تحمل نفس الأفكار ونفس المشاعر ونفس الأقاويل
صرخة الحياة الأولى الغاضبة هي نفسها صرخة الحياة الأخيرة الصامتة.................................
كنت الطريق أما الأن فأنا رسالة بالية على ذاك الطريق يقرأ منها مايضحك وترمى كأوراق الجرائد........
أيقنت أنك كالمارة ليس أكثر.......... كنت أعلم أن هذا الكون كان حماقة امرأة لا أكثر....لذة حواء
في تفاحة حمراء.....وبطش النساء..وتطالبون بالنصف الاخر وأنتم الكون كله والكون مخلوق صغير يتأرجح بين أيديكن......أنت يا امرأة الجرائد.........
عمّ صمت غريب في الزوايا..... تترنح الفتاة ثم تجثو على ركبتيها-لوهلة-ظننت انها أنحنت تقبلني ولكن.............
قطة صغيرة ترتعش كانت تراقب تلك الفتاة....تنوح....
فانحنت الفتاة -فانحنى جيش من الرجال خلفها - خلعت معطفها المصنوع من جلود الحيوانات ورمته على تلك القطة وبدأت تقول -وكأنها تذوب -ياللمسكينة ..........
ياحرام....................
مسكينة..؟!!؟؟تلك القطة الشمطاء التي كان صوتها يكون أقرب الى النباح منه لصوت القطط........
تخيلوا فتاة اركعت كل الرجال لأجل قطة......ويعود بائع الجرائد ليقول أخبار اليوم: صلاة اليوم كانت خلف امرأة .فتهافت الناس يشترون الجرائد..
لأول مرة لم يرمي أحد تلك الجرائد التي امتلأت بصور الفتاة التي كشف العرّي منها ما كشف
بثوبها الأبيض الشفاف الذي لا يقي برد الشتاء ولا حر الصيف ولايتقيد بأي من العادات والتقاليد التي تضع حدا لنظرات الرجال..........
طوال عمري وأنا أرى الناس تدوس بعضها والأن الجميع يركع لقطتين ..............................................
احداهما لم يقدر الفرو من رد البرد عنها والأخرى بثوبها الشفاف يحترق الجمر على جسدها العاري...
وتودعني بقبلة وكأنها تقول شكرا لك ولمسرحك الجميل اليوم مثلت أجمل أدواري البطولية....
لا أدري ماذا أصابني وكأن أطرافي تحترق وشظايا الروح تودع بعضها معلنة وقت الرحيل...لم أعد استطيع أن احتمل..........
بفراقها مزقت صدري وبغدرها بعثرت أشلائي فتعود لتقبلني -أه منها قاتلتي- تريد بعد القتل أحيائي............................
فسجل على الدفتر أنت الرصاصة الأولى في جسدي........................................
اذكر مرة أن أحد المارة كانت خطاه هادئة مفرطة النعومة..انه طفل صغير في العاشرة يحمل همومه على ظهره بضع كتب مدرسية.....
اخرج من جيبه الصغير علبة صغيرة.... أنها علبة سجائر......
اخرج احداها وأشعلها وكأنه يحرق كل همومه في تلك السيجارة وبدأ يلعق مافيها من سموم وينفخ الدخان في الهواء
وكأني أحسست به يرمي بثقل كاهله الصغير في الهواء يحاول نفض مايملك من هموم في ذاك الفراغ الذي شابه أحلامه ....
ابن العاشرة يملك هموما لا تتسع لها سمائه..
كان يقول اليوم أخر ايامي الدراسية سأرتاح أخيرا....وبدأت أصداء ضحكته الطفولية تعلو شيئا فشيئا .....
طالما تمنيت أن يأخذ أحد مكاني فأرتاح ولكن ابن العاشرة....
ارتمى على الأرض مفترشا اياها بقربي تماما وبدأ يقول سأرتاح.... أنا الأن مرتاح....................
دنت أحداث الماضي مني كثيرا فانتفضت وثار غضبي حاولت نفضه من على عتباتي ..
انهض ايها الصغير يا ابن الحي القديم يا من ذكرني بماضيّ انهض ولاتستسلم.....لوتدري أن هذه الكتب المدرسية هي أغلى ما ملكت في يوم من الأيام.....
انهض فأنا لا أحتاج رفيق يريح تعبي ويؤنس وحدتي....
انهض أيها الصغير ولكن بلا فائدة...بدأ يسرح بأفكاره ويبني تاريخا ومستقبلا مزهرا....أه لويدري.........
أذكر أن الدمعة غافلتني ونزلت تبكيه وتعزي الحياة به حاولت مد يدي كي أسحبه من هذا الركام-بلا فائدة- كنت مثلا يتضاربونه ...
يبدو أن الامثال تصبح حقيقة وهدف وطريق يسلكه الناس............... وعاد بائع الجرائد يقول من جديد أحداث البعيد تعود من جديد ....
وهنا انتقضت واستجمعت كل قواي ونهضت من تحت الركام وامسكت بيد ذاك الصغير و رفعته عن جسدي...
خاف الصغير وبدأت عيناه المرتعشة بالتساؤل من أنت:...
أنا مستقبلك أيها الصغير أنا هدفك أيها الصغير وأنت ماضيّ فانهض و اجمع هذه الكتيبات وارحل قبل أن أفكر بحالي وأعيد حساباتي مرة ثانية هيا ارحل ....
فالذنب ليس بذنبك بل هو ذنب ابوين بائسين وسخط الحياة ومرارة الأقدار ذنب تراكم أطواق من الليرات فوق بعضها فبنت حاجزا بين الناس فأصبحوا لها كالعبيد وتزيد وتزيد.....
أيها الصغير ذكرتني بماضيّ..... ماذنبي أن أخلق من بطن أم مقيدة بالعادات والتقاليد مقيدة بفقر قاتل بزمن قاهر....
يلدني لأكون حرا.....حرا....ما معنى الحرية لست أدري..........................مامعنى الحرية........
أن امشي على أي جسد أريد أن أشرب الدم من أي وريد....أم أختار بين نوعين من أصناف الطعام التي لايخلو أي بيت منهما.................
مامعنى الحرية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أن ترفضني كل فتاة أحببتها فأجوب البلاد من فتاة لأخرى حتى أجد فتاة ترضى بحالي...والناس على طبائعها أجناس.........ما معنى الحرية....
أن أرفع صوتي وأقول لا ولا أحد يجيب النداء أن أضرب بقدمي الأرض حتى تزلزل ولا أحد يجيب النداء.... أن أسقط في وسط حي قديم وأنا أنادي ولا أحد يجيب النداء...
أن أموت وحيدا في قبر مقفر دون أن يتلو أحدهم الصلاة على قبري.............
هل هذه الحرية............................................ ....... لست أدري...............
أما أنت يافتاة فتجسدين روح الحرية.......يا من سرقت من بين شفتي كل الكلمات.......................
قد كنت لأجلك أكتب................. وليس لسواك...................
ولكن في النهاية أنا أحد القراء الذي يقرأؤون مايريدون ويرمون بباقي أوراق الجرائد.................
منذ اليوم لن أشتري الجرائد ............... لأن في أوراقها لم يعد شيء يهمني...................
فسجل على الدفتر أنت مجرد جرائد قديمة في حياتي............................................. .........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ah3mad.yoo7.com/index.htm
رئيسكو
Admin
Admin
رئيسكو


عدد الرسائل : 38
تاريخ التسجيل : 01/04/2008

مذكرات درب Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات درب   مذكرات درب Emptyالسبت أبريل 19, 2008 1:53 pm

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ta7lf.yoo7.com
 
مذكرات درب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدينة التخلف :: القصص والخراريف الفاضية والحقيقية-
انتقل الى: